(1964-...) خرِّيج كلية الطب جامعة المنصورة سنة 1988. حاصل على درجة الماچستير في الأمراض النفسية والعصبية، وعلى درجة الدكتوراه في الدراسات الطبية للأطفال من جامعة عين شمس في 2012. عمل في الطب النفسي، وعمل مستشارًا ببرنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز في الدول العربية، ومستشارًا نفسيًّا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة بسوريا، ومستشارًا نفسيًّا بعدد من المنظمات الدولية مثل هيئة الأسرة الدولية ومنظمة كوسف الإيطالية. د. نبيل عضو مجلس إدارة بالجمعية المصرية للعلاجات الجماعية وجمعية الطب النفسي التطوُّري، وله مقالات بعدد من المواقع الصحفية والصحف والمجلات. صدر أول كتاب له "حكايات التعب والشفاء" عن مركز المحروسة.
مِن كُلِّ أَربعَةِ أَفرادٍ يَعيشون حَولَكَ رُبَّما يُعاني فَردًا مِن اضطِرابٍ نَفسيٍّ. وهَذا الإِنسانُ قَد يَكونُ ضِمنَ أَفرادِ أُسرَتِكَ أَو جيرانِكَ أَو يَسكُنُ مَعَكَ في الحَيِّ ذاتِه، أَو يُزامِلُكَ في المدرَسَةِ أَو الجامِعَةِ أَو العَمَلِ أَو النَّادي، أَي أَنَّ مائِةَ مليونِ إنسانٍ في العالَمِ العَرَبِيِّ، وعِشرين مليونًا في المجتَمَعِ المصرِيِّ، يُعانون مِن اضطرابٍ نَفسيٍّ ما، ونِصفَ هَؤلاءِ تَقريبًا يُعانونَ مِن الاكتِئابِ، وغالِبَهم لا يَتَلقَّى الرِّعايَةَ النَّفسِيَّةَ المتخَصِّصَة، خاصَّةً إذا كان يَعيشُ في مُجتَمَعٍ يَفتَقِرُ إلى أساسيَّاتِ الرِّعايَةِ النَّفسيَّةِ مِثل مُجتَمَعِنا. البِنتُ سَريعَةُ الغَضَبِ تُتَّهَمُ بِأنَّها "قليلةُ الأَدَب" والَّتي تُقَطِّع جِلدَها بالموسى تُتَّهَمُ بأنَّها "مَلبوسَة"، والوَلَدُ الَّذي يَتعاطى المخَدِّراتِ يُقالُ عَنهُ "مُدَلَّلٌ"، والرَّجُلُ الَّذي يَنعَزِلُ اجتماعيًّا أو يَخافُ الخُروجَ مِن البَيتِ يُتَّهَمُ بالضَّعفِ. وعَلَيهِ، تَظَلُّ المُعاناةُ مُلازِمَةً لِحياةِ هَؤلاء؛ لأنَ مَن يُعانون مِن الاضطِراباتِ النَّفسِيَّةِ يُعامَلون غالِبًا بطريقَةٍ تَزيدُ مِن مُعاناتِهم، مِثلَ عَدَمِ الاعترافِ باضطِرابِهِم النَّفسيِّ أَو لَومِهم عَلَيه أو إهمالِهِم بِسَبَبِه، وقد يَصِلُ الأَمرُ في بَعضِ الأَحيانِ إِلى اضطِهادِهِم؛ ما يَجعَلُهُم يُسَبِّبون المُشكِلات لأَنفُسِهِم أَو للمُحيطين بِهِم.
يحكي هذا الكتاب في ستة فصول حكايات النساء في صراعاتهن النفسية والاجتماعية، حكاياتهن مع أنفسهن ومع أجسادهن، مع أسرهن الكبيرة والصغيرة، ومع مجتمعهن المعادي، سوف يستعرض معاناتهن ومتعهن، نجاحاتهن وخيباتهن، سواء كن طفلات أو مراهقات أو نساء راشدات أو مسنات، وسواء كن بنات لا يرنى يعشن في ظل عائلة، أو نساء مستقلات أو أمهات يعشن مع أزواج أو أمهات عازبات، أو كن جدات مع أزواج أو جدات وحيدات، أو كن عاملات بأجر أو ربات بيوت بلا أجر، سوف نقابلهن ونستمع لهن في معاناتهن وتعافيهن. الهدف النهائي لهذا الكتاب هو تمكين البنات والنساء من رفع الضرر النفسي عنهن، وتمكينهن من إدارة حياتهن بكفاءة واستقلال وحرية، واستعادة القدرة على التعلم والعمل، وان يكن فاعلات في بيئاتهن الصغيرة والكبيرة، وقادرات على اتخاذ القرارات الكبرى في حياتهن وتوجيههن نحو الرفاه النفسي.